الجمعة، 17 يونيو 2011

أشلاء مواطن

فالح شاب في السادسة والعشرين من العمر يسكن مع والدته المريضة في منزل منطوي في الظلمات منزل يتكون من لاشيء
مجرد جدران مشققة وسقف يتسرب من الماء إذا ما أمطرت والرياح تعودت الذهاب منه والإياب متى وكيفما شاءت وحتى ضوء الشمس وجد لنفسه منافذ للدخول نهارا من تلك الفتحات التي تطرز سقف هذا البيت أضافه إلي أجار أثقل كاهل المسكين ووالدته يجب أن يدفع في أول كل شهر .
ليس الفقر الذي تربى عليه فالح إلا مقبرة جمعت أحلامه إلا معول هدم أماله و كيف لمثله أن يحلم ؟ وهو لا يرى إلا ما يفرض علية من واقع أوجعه أكثر مما واساه
ففالح عندما حصل على شهادة الثانوية العامة لم يتمكن من دخول الجامعة فمعدله غير كافي ولا يساعده إلا في التسكع في شوارع الحي إن فالح وأمثاله فريسة سهله لبعبع البطالة الذي ضمه تحت جناحيه مثله مثل العشرات في هذا الحي.
أيام الفقر تمر وكأنها سنين ولكنها تمر وفالح مترامي الأوجاع فهو لم يجد عملا وحتى الأعمال التي وجدها لم تكن مرتباتها تكفي حتى لقيمة المواصلات من منزله إلي مكان العمل ليس هناك ما قد يفيد فالح في العيش إلا أن يستمر في بيع أعواد السواك عند مسجد الحي بعد كل صلاة عدة ريالات في كل مره يعود بها فالح من أمام المسجد وهوا يقول حمدا لك يارب
فماذا بالإمكان أن يفعل غير ذلك فهولا يريد أن يكرر تجربته في سوق الخضار عندما استدان مبلغا من المال وضن وتصور وتأمل أن هناك مجال أن يكون له مكان هناك بين تجار الخضار بين الكبار بعد شهر واحد أدرك فالح أن لا مكان له ولا للمعدومين أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة فسوق الخضار ليس كما صورته وسائل الإعلام ومنتدبيها بأنه مكان رائع لبداية الحياة بأنه فرصه استثماريه للشباب بل كان مجمع لقراصنة الفاكهة لأصحاب مئات الألوف لأصحاب الأنياب القوية
والمخالب الجارحة وليس مكان للضعفاء ولهذا السبب قرر فالح عدم خوض أي تجربه قد تكون فاشلة وقد ترسله إلي احد السجون من جراء الدين وعندها من سيخرجه فلا أب ولا أخ ولا حتى أقارب يمكن الاعتماد عليهم
ساعات طويلة من التأمل في ظلمات الليل يقضيها فالح لا يخرجه من سرحانة ويعيده من شروده إلا سعال والدته أو دعائها وهي قائمه تصلي
مرة هي الحياة عندما تكون قاسية جافة عندما لا تجد معنى من معاني الوجود فلا أمل ولا بارقة إشراق عندما تكتشف أن الشمس تشرق ظلاما والقمر ليس إلا تابوت يخرج عليك الكوابيس وحتى حين تغمض عينيك فانك لا ترى إلا مستقبلا مجهولا هذه أفكار فالح وهذا هو فالح لا جديد في أيامه ولا جديد في أحداثه
إن أحلام فالح أن يتغير أن ينطلق لكنها أحلام وأحلام الفقراء لا تتعدى خيالاتهم لا تتعدى السرحان لأنها متى ما اصطدمت بالواقع تحولت إلى كوابيس تتحول هكذا إلي غابة من ألإحاطات إلى موقد ناري تتبخر منه تنهيداتهم الساخنة لذلك كان فالح قلما يذهب بخياله بعيدا وحتى إن حاول الذهاب سريعا ما يعيده إلي واقع الحال سعال والدته وتأوهاتها المريرة
مرت أيام ..أسابيع..أشهر.. سنوات والحال هو الحال. وفي يوم من أيام فالح التقى فالح بصديق قديم اسمه قاسم التقاه صدفه في طريق عودته إلى المنزل تعانقا وتبادلا القبل والأخبار والنكات وتعالت الضحكات جميل أن كل منهم راح يتحدث ويستعرض الذكريات وما أجملها من ذكريات وما اشد الحنين إليها سنوات طويلة منذ أن ترك قاسم الحي وانتقل إلى حي آخر ولكن ألصدفه جمعتهم هنا جمعتهم من جديد جمعتهم فجاءه فرح فالح كثيرا بصديقه القديم وأصر فالح على صديقه قاسم بمرافقته إلي منزله وبعد الإلحاح ليس بالكبير وافق قاسم فكل منهم لديه الكثير من الأشواق التي تفجرت بمجرد أن تلاقيا وكل منهم راغب في الحديث والاستماع إلي أخبار صديقه القديم
ادخل فالح صديقه قاسم إلي داخل البيت واستأذن لوهلة ثم عاد وهو يحمل في يديه القهوة ودخل وهو يقول
فالح :- هنا ليس لدينا خدمات فندقيه أن والدتي حالتها الصحية ليست جيده وأنا هنا من يقدم الخدمة لذلك أنت مجبر أن تشرب القهوة حتى أن لم تعجبك ..ها ... ها.... ها
قاسم:- هل مازالت أمك تعاني من نفس المرض
فالح:- نفس المرض أيام تتحسن وأيام يزداد عليها التعب ولكن الحمد لله هذه الأيام أفضل بكثير من الأيام الماضية
قاسم:- شفاها الله شفاها الله
فالح:- اللهم آمين
قاسم:- يا أخي لماذا لا تتزوج وتريح هذه المسكينة
فالح:- لم أجد فتاة ترضي طموحي البنات كثيرات ولكنني مازلت ابحث عن شروط ومواصفات خاصة
ثم ينفجر فالح ضاحكا وهو يقول
فالح:- لو غيرك سال هذا السؤال لما استغربت ولكن أن يأتي منك هذا أمر غريب كيف أتزوج وأنا بهذه الحالة السيئة لا عمل ولا مال على ماذا سيزوجونني لا تقل من اجل وسامتي ها ..ها ..ها
قاسم :- لماذا لا تبحث عن عمل
فالح:- بحثت ولكنني لم أجد شيء يستحق العنا فهي لا توفر مواصلاتي في الذهاب والعودة من العمل أو أن الأعمال الأخرى تطلب تخصصات وأنا لا املك المال للحصول على تخصص أو الدخول دورة في مجال فني كالحاسب أو غيره من الدورات التي والتخصصات التي أصبحت ضرورية للحصول على عمل
قاسم:- أخشى انه الكسل والخمول يا فالح أو هو التكبر على العمل وانك قد ترى نفسك في مكان أعلى وان هذا لا يليق بك
ضحك فالح عاليا وهو يقول
فالح:- أعطني مرتب يوفر لي حياة جيده وأنا على استعداد أن أقوم بتنظيف الشوارع من النفايات ولكن أعطني ما يكفيني لأعيش
قاسم يشرب قليلا من فنجان القهوة ثم يتوجه بصوته إلي فالح ويقول له
قاسم:- من فوائد البطالة انك أصبحت تجيد عمل القهوة ها ..ها ..ها
فالح:- والطبخ أيضا لقد أصبحت ربة بيت جيده ها..ها ..ها
مرت لحظات وهم ينتقلون من حدث إلي حدث ومن حكاية إلي حكاية ومن موضوع إلى آخر
ثم إن قاسم توجه إلي فالح بكامل جسده وهو يقول له
قاسم:- لماذا يا فالح لا تتزوج ؟
فالح:- فالح لقد كنت ذكيا وأنت صغير أكثر مما أنت عليه الآن هل لديك مشكله في الاستيعاب ماذا حدث لك هل تعرضت لحادث ما..ها ...ها كيف أتزوج وأنا في هذا الحال
قاسم:- اسمع اعرف ظروفك لذلك أقول لك بإمكانك أن تتزوج بطريقه ما
فالح:- أي طريقه
قاسم:- مسيار... تتزوج مسيار
فالح:- مسيار
قاسم:- نعم مسيار
فالح:-أليس لديك ما تتسلى به غيري
قاسم:- اقسم إنني لا أتسلى وإنما أتحدث معك بكامل الجدية زواج المسيار مناسب لظروفك كثيرا أنت لا تستطيع أن توفر منزل ولا تستطيع أن تقدم أشياء كثيرة هذه الأشياء هي العائق لزواجك أذا ما تنازلت عنها العروس فانه بالإمكان التوفيق بينك وبين امرأة لها ظروف مشابهه أو حال قريب من حالك ما رأيك
ثم يضع قاسم يده على كتب فالح وهو يقول له
قاسم:- هل تذكر العم سعيد صاحب البقالة التي بقرب المدرسة
فالح:- اذكره ما به
قاسم:- لديه ابنه اسمها أفراح
فالح:- أفراح.. أفراح...أتقصد الكفيفة
قاسم:- نعم
فالح :- ما بها
قاسم:- اطلبها من أبيها وتزوجها
فالح:- إنها كفيفة لا ترى ثم إنها تحتاج إلي عناية خاصة كيف سأعتني بها ومن ستعتني بالأخرى هي أم أمي
قاسم:- هي كفيفة نعم ولكن ربما لديها أشياء أخرى وميزات أخرى قد لا تكون في غيرها ثم كما انه لك ظروفك فهي أيضا لها ظروفها وانتم مناسبون جدا لبعضكم البعض ثم أن الفتاة حسب ما سمعت من الذين شاهدوها أنها جميله ثم انه من حقك أنت ومن حقها أن تفرحوا لعل الله يجعل لك فيها خيرا أكثر من امرأة مبصره
فالح:- يا أخي ليس لدي مال للزواج ثم إنني لا اعلم كيف سيكون عليه حالي وحالها بعد أن نتزوج ثم هناك أشياء كثيرة يجب أن تتوفر
قاسم:- جميعنا سنساعدك ثم انه مسيار لن يكلفك أشياء كثيرة بمجرد أن توافق أنت اترك الباقي على أنا وأنا سأحدث أباها في الموضوع وأنت لا تتدخل في أي شيء وليس عليك سوى الانتظار وانتظار الأخبار السارة فقط
فالح:- وهل سيوافق كثيرين لديهم اعتراض شديد على زواج المسيار
قاسم:- ربما يوافق وربما لا يوافق
فالح:- وإذا لم يوافق سأصبح على كل لسان لا لا لا أريد هذه التجربة ولا أريد أن أضع نفسي في هذا الموقف
قاسم:- إن مثل ظروف أفراح وظروفك مناسب لها زواج المسيار ثم أن أفراح أصبحت قريب من الثلاثين وهي وحيدة أباها ووالدتها قد توفيت وأباها بالتأكيد يفكر في أن يزوجها ويطمئن عليها فليس للبنت إلا الزواج حتى وان كان مسيار وبالنسبة للعم سعيد أنا سأعرض عليه الفكرة وإذا وافق أخبرته أن أنت العريس وان رفض لن يعلم احد غيري وغيرك بالموضوع ما رأيك ؟
فالح:-احتاج وقت للتفكير سأفكر ويجب أن اسأل والدتي أولا وان اخذ رأيها
قاسم:- قم الآن واسأل أمك
فالح:- قاسم أني احتاج وقت للتفكير قبل أن أسأل أمي وأستشيرها
غدا سأعطيك الجواب أن شاء الله مع أنني متردد كثيرا
قاسم:- ما الذي يجعلك تتردد توكل على الله واستخر ثم انه زواج شرعي مستوفي كل الشروط الشرعية يعني حلال يعني ليس عيبا أعقلها وتوكل
فالح:- الغد أرد عليك ليس الآن
قاسم:- يا فالح إن
يقاطعه فالح
فالح:- غدا يا قاسم غدا أعطيك الجواب احتاج إلى وقت كي أفكر وأقرر ما أريد
انتهت تلك ألحظات ودع فالح قاسم وخرج قاسم من منزل فالح وترك فالح لأفكاره وخيالاته وانشغاله بالأمر هل من الممكن أن يتزوج وهوا بهذه الظروف وهل ستقبل به أفراح وأبيها وهل... وهل اسأله كثيرة مرت وجالت بخاطر فالح ولم تفارقه لحظه حتى أثقلت تفكيره أشغلت حواسه
بعد أن صلى فالح صلاة المغرب وبعد أن صلى ركعتين الاستخارة عاد فالح إلى المنزل وجلس إلى والدته محاولا أن يجد من يوقظه أو انه كان يبحث عن شخص يجمع مع أفكاره ويرتب معه خياراته راح فالح يسال والدته عن صحتها وأحوالها وراح يخرج بالحديث من إطار إلى آخر ومن موضوع إلى موضوع مختلف وعندها سألته والدته بعد أن لاحظت شروده وحيرته وتهرب عينيه من النظر إلى عينيها
الأم:- فالح مآبك يا بني كأنك تريد أن تقول شيئا ولا تستطيع أو انك لا تعرف من أين ستبدأ الحيرة تكاد تصرخ في عينيك مآبك اخبرني
فالح يطرق برأسه إلى الأرض مليا ثم يقول بعد أن رفع رأسه ونظر إلى والدته
فالح:- هل تعرفين أفراح ابنة العم سعيد
الأم:- طبعا اعرفها واعرف أهلها إنها عشرة السنين يا فالح رحم الله أمها كانت امرأة طيبه وكانت من أحس الناس وأوفاهم رحمها الله رحمه واسعة ولكن ما بها أفراح لم تسال عنها
فالح:- مار أيك في أفراح
الأم:- لم تسال عنها
فالح:- اخبريني عن رأيك بها أولا
الأم:- مالك ومال بنات الناس لم تسال عنها وماذا تريد منها اجب يا فالح
فالح:- مار أيك بها كزوجه
الأم:- زوجه لمن
فالح:- لي أنا
الأم:- لك أنت ولكن أفراح...
فالح:- كفيفة
الأم:- نعم كفيفة ثم هل أنت على استعداد للزواج أين ستسكنون لا تقل لي هنا فأنت ترى البيت وترى الحال الذي هو به ومن أين ستدفع مهرها ومن أين ستصرف عليها الم تفكر في كل ذلك
فالح:- سأتزوجها مسيار
الأم:- مسيار !!
تصمت الأم قليلا ثم تكمل حديثها
حتى آن كان مسيار هل ستوافق الفتاة هل سيوافق أهلها
فالح:- أنتي ما رأيك
الأم:- أن أمنيتي أن أرى لك عائلة وأطفال أتمنى أن أراهم قبل أن أموت وافرح بهم من حولي إذا كان ليس إمامك إلا زواج المسيار فلما لا لكن هل حدثت أهلها بالأمر
فالح:- لم أحدثهم بعد ولن أحدثهم إنما قاسم صديقي هو من عرض على الفكرة وهو تكفل بان يحدث العم سعيد وتكفل أن يعود هو بالجواب لي وأنا انتظره
الأم:- ما شاء الله أنت خطبت وتزوجت ولم تحدث لا أهل الفتاة ولم تحدثني أنا أيضا ولا احد يعلم بالموضوع سواك أنت وقاسم فهل سأكون من بين المدعوين لحفل الزواج أم إنني أيضا سأكون آخر من يعلم
فالح يقبل يد و رأس والدته ويقترب منها أكثر وهو يقول
فالح:- أنتي تعلمين انك دائما أول من يعلم ولكن كل هذا الذي أحدثك عنه حدث خلال اقل من ساعة أثناء زيارة قاسم لي وأنا أبلغت قاسم أن لا يحدث احد في أي أمر قبل أن اخذ رأيك واطمئن إلى موافقتك
الأم:- هل هذا صحيح
فالح :- طبعا صحيح أن لا غنى لي عنك وعن دعائك ورضاك يا اغلي الأمهات وأطيبهم
خرج فالح من عند والدته بعد أن رفعت يديها إلى السماء ودعت له بالتوفيق والسداد وان يرزقه الله بزوجه صالحه تسعده وتقر عينه وتعوضه عن أيامه التي مضت وعن متاعب الحياة التي مر بها وعاشها وعاناها منذ طفولته إلى أن أصبح في هذا السن
صلاة العشاء حان وقتها وخرج فالح إلى المسجد وبعد أداء الصلاة خرج فوجد أن صديقه قاسم خارج المسجد واقفا في منتصف الطريق
فقال له فالح وهو يبتسم
فالح:- يبدوا أن اشتياقك للحي يمنعك من مغادرته أو أن أقدامك قد حنت إلى الوقوف على رماله التعيسة.. ها ..ها.. ها.. اخبرني لماذا مازلت هنا ؟!
قاسم:- انتظرك هل لدي احد يشغلني غيرك
فالح:- هل أصبحت أنا شغلا ها..ها ..ها أليس موعدنا غدا أم انك غيرت رأيك أو انك خشيت أن أغير أنا رائي ها... ها...ها
قاسم:- هل حدثت والدتك
فالح:- حدثتها
قاسم:- ماذا ؟!!
فالح:- ليس لديها اعتراض
قاسم:-إذا ألف مبروك وأسعدكم الله وبارك لكم وعليكم
فالح:- بدأت اشك في سلامة عقلك كيف تبارك لي ولم نحدث أهل العروس إلى الآن ولا نعرف ما هو رأيهم
قاسم:- أنا حدثت العم سعيد وهو موافق وعندما قلت له أن العريس هو أنت شكر فيك ومدح في أخلاقك وقال انه يجب عليه قبل أن يعطينا الرد النهائي أن يستشير صاحبة الشأن وان توافق قبل أن يحدث أي شي
فالح:- كيف تحدثه نحن اتفقنا أن أخبرك بردي غدا فانا لست موافقا إلى هذه اللحظة اعني إنني لم اتخذ قرار نهائي في هذا الأمر قلت لك أن أمي ليس لديها مانع أما أنا فلم أقرر بعد كيف تتصرف هكذا دون الرجوع إلى
قاسم:- وأنت ستوافق
فالح:- من قال لك إنني سأوافق يا سيد قاسم
قاسم يلف يديه حول أكتاف فالح وهما يسيران في الطريق إلى منتصف الحي وهو يقول له
قاسم :- لأني أعرفك جيدا الم تتعب من حياتك كأعزب إني أشفق عليك ألا تطمع بقلب يحتضنك امرأة تشاركك أحلامك تنجب لك أطفال تكون لك حياتك الخاصة أم تريد أن تظل هكذا إلى الأبد أفراح الجميع يشهد بجمالها وهذا ليس ذوا أهميه إذا ما كانت أخلاقها أجمل وأنا اعلم انك ستوافق لأنك بحاجه للزواج واعلم انك ستوافق لأنك تريد أن تفرح والدتك واعلم انك ستوافق ألانك صديقي.
فالح:- هل تركت عملك وعملت خاطبه هذه الأيام
قاسم:- ها.. ها.. ها.. لك أنت ؟ ...... نعم
فالح يصمت ويصمت كذلك قاسم ثم يقول قاسم
قاسم :- العم سعيد طلب أن أعطيه يومين ليرد على الطلب اقصد انه طلب أن نعطيه نحن الاثنان فرصه لمشاورة أفراح وأنا متفائل كثيرا
انتهت هنا الأحداث كل ذهب في الطريق التي يريد التي عليه السير فيها على أمل أن يلتقيا بعد يومين على الموعد.
تفارقا قاسم بفرح ونشوه وفالح بفرح ولكنه بفرح حذر بفرح يخاف عليه أن يقتل قبل أن يظهر بقلق بريبه بكل ذلك وكل ذلك كان شريك فالح في طريقه للمنزل.
أما في بيت العم سعيد فكانت الأحداث بشكل آخر بنظام آخر بطريقه أخرى في هذا البيت الذي لا يعيش فيه سوى العم سعيد وابنته الوحيدة أفراح فليس له سواها بعد موت والدتها من عدة سنوات وهي كذلك ليس لها شريك أو أنيس لوحدتها سوى أبيها فهوا الأب والأم والصديق كذلك مشاعر دافئة بين الاثنان اصفي مشاعر الأبوة واصفا مشاعر الحب كل هذه الطاقات من الروحانيات تسبح في سماء هذا البيت رغم الفقر ورغم أن أفراح كفيفة ورغم الوحدة إلا أن هذا البيت ينبض بالفرح بالا لفه ينبض وكأنه قلب عاشق لا يعرف الكلل ولا يعرف إلا أن يكون عاشقا راغبا متشوقا دائما وابدأ
أن حياة أفراح الكفيفة منذ الولادة المليئة بالصلابة بالقوة بالثقة بالإرادة كانت مثار إعجاب الكثيرين وأكثر من ذلك فأفراح معتزة بنفسها كثيرا واثقة من نفسها لا تشعر أنها تختلف بل ترى أنها قد تتفوق على كثيرين يملكون النظر ولكنهم لا يملكون الحياة فابتسام كانت تمتلك الحياة كفيفة نعم ولكنها تمتلكها وتعيشها بشكل يتلاءم مع احتياجها وطلباتها إنها تختلف إنها مميزه إنها أكثر من فتاة اعتيادية وهذه الصفات لفتت نظر إحدى الباحثات في إحدى الجمعيات الخيرية وناشطة في مجال حقوق الإنسان اندهشت من أفراح وراحت تبحث في أفراح عن حل لمن هم في مثل حالتها حول العالم أن أفراح نموذج وهذا ما دفع الدكتورة تباشير على العمل على التقرب من أفراح كثيرا لمعرفة تفاصيل حياتها في محاوله منها في أن تقدم في أفراح صورة مثاليه للعالم صورة مضيئة يراها العالم من زاوية غير زاوية العين إنها الإرادة
التي تعلقت بها أعين تباشير تلك الإرادة التي تمتلكها أفراح وقد أمضت الدكتورة تباشير أكثر من خمس سنوات في هذه الدراسة ومازالت تواصل العمل والبحث لتقدمه عملا كاملا للعالم عله يفيد البشرية فالدكتورة تباشير هي المشرفة على كل نواحي حياة أفراح
وما حدث عندما دخل العم سعيد على ابنته أفراح وهو عازم على أن يحدثها بأمر خطبة فالح لها جلس إلى جانبها وهو يقول لها
الأب:- تقدم إليك اليوم عريس
أفراح تقف على قدميها متفاجئة والعرق بدا يتصبب منها وكأي فتاة احمرت خدي أفراح الأب لاحظ ذلك ولكنه واصل حديثه
الأب:- انه فالح لقد كنتم تعلبون وانتم أطفالا معا هل تتذكرينه ؟
أفراح:- نعم يا أبي إنني أتذكره
الأب:- لقد تقدم للزواج منك ما رأيك ؟
أفراح:- هل يعلم أنني كفيفة
الأب :- هو يعلم بكل شي
أفراح:- لكن كيف يمكن أن أتركك وحدك لقد تعودت كثيرا عليك لا استطيع أن أتخيل نفسي بدونك يا أبي أو أن أتخيل نفسي في مكان آخر غير هذا البيت
الأب:- لن تتركيني ستبقي معي
أفراح:- لم افهم هل تقصد أن فالح سيعيش معنا هنا كيف سيترك والدته ما اعرفه أن والدته مريضه فكيف سيتركها وحدها
الأب:- لن يعيش فالح معنا
أفراح:- لم افهم
الأب:- طلب أن يتزوجك مسيار
أفراح:- مسيار ؟!!!!
الأب يقف ويجلس ابنته إلى جانبه وهو يتوجه بالحديث إليها وهو يقول
الأب:-هو زواج مستوفي لجميع الشروط الإسلامية والشروط التي يتعارف عليها الناس إلا انك تبقين هنا تعيشين هنا وهذا ليس أمر اختياري بالنسبة لك أو لفالح فظروفكم جميعا تجبركم على هذا الخيار هو رجل فقير ولعل الله يفتح له مستقبلا
وسأشترط عليه في العقد انه متى ما استطاع أن يفتح بيتا عليه أن يأخذك إليه
أفراح وكأنها وقعت في حيره بالغه لا تعلم ماذا تقول كيف تفكر كيف تقرر ثم أن الأب واصل حديثه وهو يقول لابتسام
الأب:- يا ابنتي أنا رجل كبير في السن وليس هناك احد يهتم بك من بعدي ولا أريد أن أتركك لمن يتصدق ويشفق عليك أريد أن يكون لديك زوج وحتى أن كان زوجا فقيرا إنما يبقى هناك احد هناك رجل في حياتك
أفراح:- انه زواج مسيار يا أبي
الأب:- كل إنسان له ظروفه وأنا متأكد من أن الله سيوفقكم وسيفتح لكم اعتمدي على الله وتوكلي عليه
أفراح بعد وقت من التفكير من التأمل من الحسابات قالت
أفراح :- لن أرد حتى استشير واخذ رأي الدكتورة تباشير
الأب:- والدكتورة تباشير امرأة ناضجة وتهتم لمصلحتك وأنا متأكد من أنها ستوافق وستقنعك بالأمر
أفراح:- سأتصل عليها الآن اطلب لي رقمها يا أبي
حمل العم سعيد الهاتف وطلب رقم الدكتورة تباشير وأعطى الهاتف لأفراح ثم انصرف وتركها تتحدث بحريه كاملة بعيدا عن نظر عينيه وعن رقابته
أفراح حدثت الدكتورة بكل شي بالزواج ووضع الزوج وان الزواج سيكون زواج مسيار كل التفاصيل إذا هناك عند الدكتورة
بعد دقائق عاد العم سعيد ليجد أن أفراح صامته حائرة أكثر مما تركها تقدم العم سعيد من أفراح ونظر إليها وهو يقول
الأب:- ماذا حدث وماذا قالت لك الدكتورة تباشير
أفراح:- كأنها تفا جاءت بالأمر قالت كلمات غير مفهومه ولكنها أخبرتني بأنها ستأتي غدا مسا لزيارتي والحديث معي في هذا الأمر
الأب:- ربما من الفرحة كانت لم تستطيع أن تعبر فهي تحبك كثيرا ومهتمة لأمرك كثيرا وكأنك من عائلتها
أفراح:- ربما
مر ذلك اليوم على أفراح وفالح بالحيرة والقلق ومر على العم سعيد ووالدة فالح بالأمل والرجاء الجميع ينتظر الشروق الجميع ينتظر الغد وهو لا يعلم كيف سيكون كيف سيبدأ وعلى ماذا سينتهي
نام الكبار وبقي فالح و أفراح كل في منزله حائرا تائها متخبط الأفكار والتصورات ما الذي قد يحدث كان يوما عبارة عن خليط من كل شي يمكن أن يتم تصوره من التفكير في الفقر القاتل لكل أمل وبين حلم السعادة بإنشاء أسرة وتكوين عائله.
أشرقت الشمس بدا اليوم الجديد الكل في مكانه فالح ينتظر مرور اليومين التي سيرد بعدها العم سعيد على طلبه أما أفراح فانتظارها اقرب فهي تنتظر المساء لوصول الدكتورة تباشير لتحدثها بالأمر ولتستمع من امرأة مثلها قد تفهم احتياجاتها وخصوصيتها
توجهت الدكتورة تباشير هي ومساعدتها الأستاذة سلوى إلى منزل أفراح وفي الطريق كان هناك حديث بين الدكتورة تباشير والأستاذة سلوى
د تباشير:- هل سمعتي بالكارثة أفراح ستتزوج
سلوى :- تتزوج !
د تباشير:- نعم ستتزوج هل رائيتي نهاية الأمر وهذا المجهود وبعد كل هذه السنين وستتزوج مسيار أرائيتي حجم الكارثة
سلوى:- أين المشكلة في أن تتزوج أم تقصدين أن المشكلة في زواج المسار
د تباشير:- ليست المشكلة في أن تتزوج مسيار أو خلافه إن المشكلة في أن تتزوج هذا يعني أن البحوث التي أفنيت عمري ووقتي وجهدي في الإعداد لها والدراسة عليها ستنتهي هكذا ولن يكون لكل ذلك قيمه
سلوى:- تستطيعين أن تكملي مع حاله أخرى إذا لا توجد مشكله
د تباشير :- لا يمكن أن المواصفات التي قدمتها والمراحل الزمنية للحالة لا يمكن أن تكون مع حاله أخرى إنها دراسة خاله خاصة لأفراح ولابد أن لا يتم هذا الزواج
سلوى :- هل أنت جادة ؟ هل ستمنعين المسكينة من الزواج من اجل بحث !!
د تباشير:- هذا البحث سيوفر دراسة مفيدة للمكفوفين على مستوى العالم انه قبل أن يكون بحث علمي هو عمل أنساني أفراح عندما تضحي فهي من اجل الإنسانية تقدم خدمه عظيمه لأمثالها من المكفوفين
سلوى:- هل أفراح راضيه بها كذا تضحية ؟!
د تباشير:- لا يهم
سلوى:- إذا بأي حق تجعليها تضحي !!
د تباشير:- على أفراح أن تدفع مقابل العناية بها والتوجيه والمؤازرة التي قدمتها لها على مدار الأربع سنوات الماضية والتي سأقدمها لها مستقبلا وبما تقدمه أفراح من تضحيات ستكون مفيدة للكثيرين الذين لم يحصلوا على ربع الاهتمام الذي حصلت عليه أفراح
سلوى:- وهذا لن يتم إلا إذا ما منعت أفراح من الزواج
د تباشير:- في حال تزوجت أفراح سوف يكون هناك شخص قريب منها يعتني بها الظروف التي تعيشها أفراح أضافه إلى كونها كفيفة فهي فقيرة وهذا يضيف شي مهم للحالة إذا مقاسنا ذلك على أرادت أفراح وتصميمها اتزان شخصيتها واقتناعها بأنها تستطيع أن تعيش حياة اعتيادية حياة سويه وهذا ما قد يفيد في الدراسة وعلى أساسه أقمت البحث أما عندما تتزوج فهذا يعني أنها تنتهي هذه الظروف إذا أصبح لديها شريك و الأسوأ من ذلك انه زواج مسيار هذا يعني أنها تشعر أن لها حاله خاصة أي أنها تشعر أنها كفيفة أي أنها تشعر بالنقص
سلوى :- عفوا دكتورة ولكن ألا تلاحظين انك تحرمين أفراح من فرصة إنشاء عائله وان كانت المشكلة أن الزواج زواج مسيار تستطيع الجمعية أن توفر لهم سكن أذا ما طلبتي أنت من الإدارة ذلك
د تباشير:-ومن قال لك إنني أريدها أن تتزوج من الأساس ثم أن أموال الجمعية لا تجمع لتصرف على هكذا حالات وهكذا ظروف
تصمت سلوى من هول الصدمة فلم يعد ليها ما تقوله وصلت السيارة التي تقل الدكتورة تباشير والأستاذة سلوى إلى الحي ووقفت أمام بيت العم سعيد وقبل أن تترجل الدكتورة تباشير من السيارة تلتفت إلى الأستاذة سلوى وهي تقول
د تباشير:- هل لي بخدمه صغيرة ؟ !! انتظريني هنا فهناك موضوع خاص أريد الحديث فيه مع أفراح عفوا وأتمنى أن لا يزعجك ذلك
قالتها وهي تبتسم هكذا خرجت الدكتورة تباشير لعلها كانت تخشى من أن تفسد عليها الأستاذة سلوى مهمتها
طرقت الدكتورة باب المنزل وبعد لحظات فقط فتح الباب العم سيعد يستقبل الدكتورة تباشير ويطلب منها الدخول وهو يقول
العم سيعد:- أهلا يا دكتورة أن أفراح تنتظرك في الداخل تفضلي
في الداخل استقبلت أفراح الدكتورة بكثير من الشوق وبعد العناق و الأحضان جلست الدكتورة بجوار أفراح وهي تمسح على شعرها
وراحت تهمس في أذنيها
د تباشير:- تقدم لك عريس إذا من الذي مدحك أمامه تستحقين أن يتهافت عليك العرسان فأنت جميله جدا وخلوقة وذكيه
تصمت الدكتورة قليلا ثم تضيف
د تباشير:- لكن !!
ثم تصمت قليلا
أفراح:- لكن ماذا ؟
د تباشير:- ليس بان تستغلين هكذا
أفراح:- كيف استغل
د تباشير:- تتزوجي شخص لا يأتي إليك إلا لاستغلالك جنسيا كيف يمكن أن تقبلي بهذا
أفراح:- انه زواج شرعي
د تباشير :- لكن مشاكله كثيرة أين واجبات الزوج تجاه زوجته ومسؤولياته تجاه أبنائه هذا أن كان هناك أبناء !!
أفراح:- ما اعرفه أن كل زواج معرض للمشاكل سوا أكان زواج مسيار أو زواج تقليدي ثم أن لظروفي وظروف فالح شكل مختلف
د تباشير:- لا.. لا أحب أن اسمع منك نبرة الحزن هذه والعجز لديك ظروف معينه نعم ولكنك اقوي منها وهذا ما أثبتيه على مر السنوات التي عرفتك بها أنتي أفضل بكثير من كثير من المبصرين ما بالك أمام امتحان صغير تتنازلين عن كبريائك حسنا فرطي بكل شي وحتى أن كنتي ستفرطين بشي لا أنصحك أن تفرطي بكرامتك أن الكرامة أثمن ما يملكه الإنسان
أفراح:- لكن يا دكتورة الموضوع ليس بهذا الشكل إن
الدكتورة تقاطع أفراح وتكمل حديثها
د تباشير:- وهناك شي أهم من هذا كله
أفراح:- ما هو ؟!
د تباشير:- ماذا سيقول الناس عنك وعن أبيك ؟ أنتي تعيشين في حي شعبي والناس في الأحياء الشعبية غالبا ما يكونون كثيري الكلام ونظرتهم للأمور غالبا ما تكون قاصرة إلى حد كبير سيتحدثون كثيرا وسيجرحون في أبيك وربما أمامه وهذا شيء عليك أن تضعيه في الحسبان هل يرضيك ذلك ؟ وهل زواج المسيار هذا يستحق كل هذه التضحية !!
تصمت الدكتورة بعد أن أرسلت هذه الكلمات التي بعثرت كل شي كانت تحاول أفراح جمعه وحارت أفراح أكثر وتشتت أكثر فقد أصابت هذه الكلمات كل جرح
وكل أمل في حياة أفراح جمعت الموت والحياة أمامها عليها أن تختار ولكن الحياة ألمقدمه موصومة بالعار الذي صورته لها الدكتورة تباشير هل عليها أن تختار الموت كيف تفعل ذلك ! ولكن الموت هنا أن تعيش هي وأبيها بكرامتهم أن لا يسمحوا لأي كان أن يتطاول عليهم هكذا كانت تفكر أفراح بعد لحظات من الصمت قالت أفراح للدكتورة
أفراح:- هل ترين أن ارفض هذا الزواج
د تباشير:- أنا أريد مصلحتك والأكثر فائدة لك
أفراح:- سأرفض لن أوافق شكرا لك يا دكتورة لقد أيقظتني من الغفلة وفتحتي عيني على أشياء لم أكن أراها اقصد بصيرتي
د تباشير :- وأنا متأكدة انك ستجدين من يسعدك ومن هوا أفضل لك وبزواج تقليدي مثل كل الفتيات و أعدك بأنني سأرقص لك في زواجك إن شاء الله وأنتي أكثر الناس معرفه بمقدار حبي لك
أفراح:- اعلم وهذا ما جعلني اتصل بك وجعلني اهتم بان تشاركيني الرأي بهذا الأمر
تقف الدكتورة وهي تمسك بيد أفراح وهي تقول
د تباشير:-اعذريني يا حبيبتي لدي التزامات على أن اذهب الآن
أفراح:- مازال الوقت مبكرا
د تباشير:- اعذريني هذه المرة وسأعوضك في المرات القادمة بإذن الله
أفراح:- رافقتك ألسلامه
ودعت أفراح الدكتورة وبقيت لوحدها بعد أن اتخذت قرارها برفض الزواج
انتهت هذه ألحظات بقرار اتخذته الدكتورة تباشير ونفذته أفراح عندما دخل عليها العم سعيد وأخبرته أفراح بأنها غير موافقة على الزواج
الأب:- لماذا يا أفراح أن فالح إنسان جيد ومن ثم هوا
تقاطعه أفراح
أفراح:- ليس الاعتراض على فالح أو على غيرة ولكنني لا أريد أن أتزوج
الأب:- يا ابنتي ليس كل يوم يأتي زوج
أفراح:- أرجوك يا أبي لا تضغط على فانا لا أريد أن أتزوج
يصمت العم سعيد وتنهي أفراح الحوار بمغادرتها المكان الذي فيه يقف أبيها
بعد لحظات خرج العم سعيد إلى الشارع واتجه بعد تفكير عميق إلى منزل فالح لإخباره وفي الطريق صادف العم سعيد قاسم صديق فالح فقال له
العم سعيد:- جيد أنني وجدتك كنت ذاهبا إلى منزل فالح
قاسم:- لتخبره بموافقة أفراح أليس كذالك كنت اعلم أنها ستوافق
العم سعيد:- أفراح لم توافق
قاسم:- غريبة لماذا ؟!
العم سعيد:- كل منا يأخذ نصيبه في هذه الحياة بلغ اعتذاري لفالح
انصرف العم سعيد وهو بالكاد يحمل خطواته وبقي قاسم لا يعلم ماذا من الممكن أن يقول لصديقه فالح كيف سيخبره ولكن لابد من إخباره بالأمر
تقدم قاسم إلى منزل فالح وطرق الباب فتح فالح الباب
فالح :-أهلا قاسم تفضل
قاسم :- لا أنا على عجله من أمري
فالح:- ما بك كان لديك أخبار غير جيدة
قاسم:- قابلت قبل قليل العم سعيد واخبرني أن أفراح لم توافق على الزواج
فالح يصمت ثم فلا تعليق ولا تعقيب لديه ثم أن قاسم واصل حديثه
قاسم:- لا تتأثر كثيرا هكذا هي الحياة أشياء كثيرة نتمناها ولكن لا نحصل إلا على القليل وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فالح:- صدقت والحمد لله وأتمنى من الله أن يرزقها بمن هو أفضل مني وان تسعد في حياتها والله أن هذه الأمنية من القلب
قاسم:- اعلم انك رجل شهم يا فالح
ودع قاسم صديقه فالح ودخل فالح إلى منزله
مرت هذه الحادثة ولم تغير في حياة فالح الكثير فهو لم يخسر شي بقدر ما قد خسر في السنوات الماضية مجرد حلم تفتت على إيقاع الواقع بقي فالح على ما هو عليه يعتني بوالدته ويكسب قوته من أعواد (الآرك)
مرت الأيام والسنين وبعد خمس سنوات على الحارة التي يسكنها فالح
_توفى العم سعيد وبقيت أفراح وحدها وبعد عشر أيام من وفاة والدها تم إدخالها إلى إحدى دور الأيتام
_فالح مازال يعاني حياة الكفاف ومازال عازب ومازال يعتني بوالدته ألمريضه
_الدكتورة تباشير توفيت قبل عامين في حادث مروري مروع في برلين في اليوم الذي كانت تنوي أن تقدم فيه بحثها عن حالة أفراح
_مازال الفقر في الأحياء ألشعبية ينهش الآلف من البشر
تمت
احترامي

ليست هناك تعليقات: