الثلاثاء، 3 مايو 2011

طبق … وقرار


بقيت تنظر إلى ذلك الطبق.. وهو يحاول إغراءها لتتذوقه
قال لها: لماذا ترفضين تناولها ؟ ألستِ مغرمة بمذاقها ودوما تتمنين أن أحضرها لكِ .. يا حبيبتي ألهذه الدرجة أنتي غاضبة مني!

أبعدت نطراتها عنه وبدأت تقلب صفحات المجلة التي قد فرغت من قراءتها قبل مدة .. ولكنها تريد الإنشغال عنه والتظاهر بعدم اهتمامها..
أدرك بأن الصمت سيكون  قلب الحوار فأخذ يتناول حصته من ذلك الطبق ويصدر أصوات التلذذ بمذاقه ويختلس النظر إليها ..

فجأة سقط الطبق من يده وصاح بقوة وبدأ يختنق ويحاول الاقتراب منها لتساعده.. فهبتْ إليه مسرعة وحاولت أن تعطيه بعض الماء,  ولكنه سقط بين يديها وبقي يصارع الألم وهي تحاول جاهدة الإمساك بيديه .. حتى هدأت أنفاسه وحركاته .. واستغرق في غفوته أو غيبوبته تلك..

انحدرت دمعة من عينيها وهي تنظر إلى جسده الملقى أمامها بلا حراك. بقيت بقربه وهي تسترجع ذكريات الماضي وبقايا الأحلام التي كانت تبنيها في فترة خطوبتها.. لقد ذبلت تلك الأزهار قبل أن تجد النور..
فاكتفت بالصمت وتقبل الواقع واحتمال قدرها..
لم تكن تعلم بأن فارس أحلامها المنتظر سيكون سبب ألمها  وصمتها,,
تلقت تلك الصدمة فاحتارت في أمرها !! حاولت أن تتخلص من ألمها ولكن ازدادت الآلام بسبب موقف أهلها..

ستحاول البقاء بجواره حتى لا يقال عنها مطلقة!! هكذا أقنعتها كل الأصوات من حولها .. ولكن لماذا تم خداعها منذ البداية؟؟
حاولت أن تعرف الجواب منه ولكنه كان يكتفي بالصمت كلما ثارت أحزانها
فرضيت أن تبقى صامتة أمامه وتحيا بعيدا عن أشواق قلبها..
أخبرها بأنه نادم على كل التقاليد والأعراف التي كانت سببا في ارتباطهما ..
وكيف أعطاها الحرية في اتخاذ قرار الرحيل لتبدأ حياتها من جديد ..
ولكن كيف ستعود إلى ذلك المنزل وقد ضاق أمام براءة ضحكاتها..!!
وبينما هي ساهية في خلجات قلبها وهمسات كيانها .. شعرت بيديه وبحرارة أنفاسه على رأسها .. لقد قبلها بكل هدوء ليعبر لها عن أسفه لما تعانيه بسبب مرضه.. حاول النهوض بمفرده ولكنها أمسكت بيديه وسارت معه إلى فراشه ..

نظرت إليه .. وكل ملامحها صامتة أمام اتساع عينيه ونحول وجنتيه..
وبصوت متعب قالت له: سأتناول حصتي بعد قليل .. فلتنم قرير العين.
فكلاهما كان ضحية لتلك التقاليد.. ولكنهما يتعلمان الصبر في هذه الحياة ..

ليست هناك تعليقات: