الاثنين، 9 مايو 2011

(مشاعر مبللة)


مشاعر مبللة
اشتاقت له وقد طال غيابها عنه
تعلم أن الحياة صعبة ولكنها تريد البقاء معه
انتعلت حذاءها وارتشفت الجرأة مع آخر قطرة من فنجان قهوتها الباردة..
انتهزت الفرصة التي طالما حلمت بها وتخلصت من الأسوار التي كانت تحتجزها
استقلت سيارة أجرة وتوجهت لذلك البستان الذي تمنت أن تراه ولو مرة في حياتها
هو هناك ..  متيقنة هي من ذلك فدوما يحدثها عن المكان الذي يعشق البقاء فيه كلما بعثرته أشواقه لها
نعم سأجده هذه المرة, وسأخبره عن مدى عشقي له وأتمنى أن يفهمني بكل سهولة .. هكذا تحدثت مع ذاتها.
وبينما هي تائهة في أحلامها توقفت تلك المركبة. نظرت إلى السائق باستغراب وقالت له: أين توقفت ولماذا بمنتصف الطريق , لم نصل بعد ..!! أم ..
فاجأتها نظرته الباردة وصوته المتهالك .. بلى أنتِ طلبتي أن نتوقف هنا قبل لحظات,,
نظرت عبر النافذة وتظاهرت بأنها تحاول التعرف على المكان ..و بدأ قلبها ينتفض من الخوف..
قطع تفكيرها صوته مجددا : أنكمل أم هنا تريدين النزول؟؟
تساءلت بينها وبين روحها أين هو الآن !! ليتني أعرف وجهتي بالتحديد.
وأخيرا قالت له سأنزل هنا شكرا لك وأعطته أجرته وتسللت عبر الممرات واختبأت خلف
الأشجار.. وبهدوء تام تنفست الصعداء فقد انسجمت أعماقها مع أصوات العصافير والمياه المتدفقة.. مياه!! صوت مياه!! هتفت بقوة لتستفيق من غفوتها وأخذت تنظر يمنة ويسرى .. تحاول معرفة المصدر .. وتحركت تجاهه .. وتعلوها البسمة لجمال ما يحيطها من ألوان وأريج يسلب الأنفاس ويكسو الأجواء عبقا ساحرا, نعم بدأت ترى ذلك الجدول, تأملت منظره من بعيد,
تغشتها الفرحة لفرط سعادتها ,, وتوافقت تلك الأوصاف مع ما رسمته في مخيلتها عبر حكاياته وأوصافه ..نفس الصخرة التي يقول بأنها تعانق الماء, وتستقبله ببهاء وهو يعانقها من عليائه.بدأت الاقتراب أكثر, لكن شدها منظر ذلك الجسد الممدد أمام تلك الضفة.
فاشتد خوفها, وارتعشت أطرافها.. بقيت مكانها وعادت لتغوص في أعماق خيالها وذكرياتها,
كانت تخطو إلى الأمام بكل هدوء وهي تسترق النظر إليه من بعيد ..يا ترى هل هو من أبحث عنه.! تشتت انتباهها عن صوت الشلالات العذبة .. تناست دفء الأجواء وشعرت بالبرودة تعتصر قلبها..جلست بقرب الجدول وبقيت نظراتها موجهة إليه.. كان كشخص نائم في مهد طفولته.
كان كصبي صغير يحلم بالأمل ينتظره في الأفق البعيد..
وضعت يديها في الماء وبللت وجهها لتتأكد بأنها لا تحلم مجددا.. فاغتسلت جميع المشاعر التي بأعماقها,, أخذت تتأمل في تلك الصورة وتقارنها بالواقع أمام عينيها,,
فجأة سمعت خطوات تتجه نحوها فتوجست ونهضت بسرعة ونظرت خلفها ..بلمح الصر نظرت إلى مكان ذلك الشخص ولكنها لم تجده ,فسمعته يقول متسائلا: منذ متى وأنتِ هنا يا آنستي؟
تسمرت عيناها في ملامحه فلقد كانت تلك النبرات معهودة لديها ..بل إنها ذاتها التي تعشقها وهي التي أرادت أن تجد صاحبها في هذا المكان..
اعتذر بأدب وأخفض رأسه وقال لها: سيحل الظلام بعد قليل ولم أكن قد رأيتكِ عندما حضرتي إلى هنا.. وقبل أن يكمل كلماته ..

 تحركت شفتاها وقالت: أنا لا أصدق بأني وجدتك أخيرا..

وها أنا ذا أقف أمامك يامن جعلتني أشتاق لتلك المياه ,, يامن زرعتَ بقلبي عشق الشجر
وهمس الزهر , ورائحة المطر.. أعتذر لأني تطفلت على خلوتكَ ولكن لقد طال انتظاري..
فلماذا قررت هجري واعتزلت بين مشاعرك الساحرة واكتفيت بإظمائي..
همس بصوته الحزين : أنا سأعشقكِ كما أنتِ وتعرفين بأني لا أملك الحيلة لأكون بجواركِ,


نعم.. سأغادر الآن .. قالتها ودموع الألم تغتال فرحة قلبها ,,
وتحركت مسرعة من أمامه, ولكن تعثرت قدمها فسقطت في جدول الماء.
تلاشت هناك كل أحلامها مع انسياب الدماء عبر جراحها ,,
حاول أن يسعفها  ويخبرها عن مدى شوقه لها ..



ولكن القدر كان أسرع منهما,,,

هناك تعليقان (2):

سحابة صيف يقول...

رائعة شذى

انت تطورين اسلوبك بطريقة سريععةوملفتة

الكثير من الوفاء والتصوير وتحريك المشاعر كان هنا

اتمنى لك التوفيق ايتها الشذية

Dr. Abeer يقول...

أشتاقت أقلامي فتبعثرت معها حكايات روحي


وها هي الآن بدأت ترى النور فلماذا أحرمها أن تسكن بين سطوري


شكرا لكم أنتم لأنكم دافع للعطاء



وتمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح دوما وأبدا



يسعدني حضورك .. ودمت بكل خير ^_^