( دمعة متفائلة)

 

هناك بين الزهر والنهر

هنا خلف أغصان الشجر

ومع صوت خرير المياه المتدفقة على عجل..

تمازجت الأشواق

تعانقت الأرواح

تبعثرت الأوجاع

وعادت بحور الأمنيات..

فتوقفت بقلمها على تلك السطور

ورسمت الدوائر والمثلثات..

ولكن فجأة ..حرارة تخط مسارها على الوجنتين..

لأنها دمعة ساخنة !!

فتحولت تلك الحروف إلى بعثرة حكايات:

هكذا عندما أتألم ,,

أشعر بكَ تتألم..

فأمسح دمعتي ,,

بيدك التي أنقذت ذبول المشاعر..

 

ربما يُقال عني عديمة الإحساس وقاسية

ولكنك زرعت بأعماقي حب الطهر

يتناقض همسي بين الفينة والأخرى

وأعلم بأن الوفاء متأصل كالجذور في قلبي

ولكن السؤال هو لمن هذا الوفاء ..!

 

فتسمعه يقول: لذاتكِ قبل كل شيء

لمن حولك ويرى الأمل فيكِ بعد كل شيء

فلا تحرميهم بسمة ثغرك الرقيق

ولا تبقي حبيسة الماضي الحزين

أنا هنا فلماذا تتغافلين عن تلك الرواسخ...!!

 

تهتف له بخجل:

أتعلم سر البسمة التي تراها على شفتاي بعد تلك الدموع!!

إنها معبرة عن تقديري لذاتكَ.. لشموخكَ.. لصبركَ..

ترى البريق بمقلتيه والفخر يخالط أنفاسه

والخجل يعتلي وجنتيه

والسعادة تتبدى على شفتيه ..

 

وتبدأ بالتأمل مجددا ...

تمسك يديه بهدوء وتقول له:

سنمضي معاً

لأن الوقت قد حان لتوديع الألم..

لتنسَ ما أحزنك ..

وسأفجر معك بحور الوله..

أريد العيش بسعادة ولو لمجرد الحلم والعشق والسهر

أكون هنا بعيدة عن ميادين الأتراح والشغب..

فليس لي سوى ذكرى تمتزج بعطر الحنين لشعاع الفرح..

تستدير وتعود تلك الدمعة ولكنها بمعنى آخر

معنى السعادة !!

لأن اللحظة الجميلة .. والخجل العفوي

هما بلسم لروحها التي هتفت لروحه في أعالي السماء

فجاءت به الأقدار على عجل بعد صعوبة الإنتظار

وعرف في أعماقه أنها فتاة لا ترتضي الغدر..

وتعشق الصدق والوفاء..